الجمعة، 15 نوفمبر 2013

لماذا يوجد مؤمنون لا يجدون السعادة

أن أخوة مؤمنون يشكون أنهم مستقيمون وأنه يحضر مجالس العلم وأنه يصلي ومع ذلك في ضيق ، فتور  

أخ مريض ، أخ كريم أخذه على المستشفى وتابع الأمر يومين ثلاثة شعر بسعادة لا توصف ، مرة 

قال لي أخ : كان يركب سيارته وصل إلى تدمر الساعة الثانية عشر ليلاً رأى امرأة تضم إلى 

صدرها طفلاً صغيراً رضيعاً وإلى جانبها رجل لعله زوجها ، لكن لهما لهفةً غير معقولة ، قال لي : 

توقفت وعرضت خدماتي ، الطفل حرارته واحد وأربعين  وهذه القصة أثناء أحداث لبنان ، يبدو من 

نازحي لبنان لا يعروفوا أحد ، هذا الأخ الكريم أخذهما إلى مستشفى ، ويحتاجون إلى دواء اشتراه 

من صيدلية مناوبة ، يحتاجون إلى إبر أخذهم إلى المستشفى ثانيةً قال لي انتهيت الساعة الرابعة 

صباحاً ، هذا الأخ كلما التقيت به يذكرني بهذه القصة يقول لي والله بقيت أسبوعاً أو أسبوعين 

وأنا مغموس بسعادة لا توصف ، تريد اتصالاً بالله كثيراً ، دورة مكثفة ، اعمل هذا

يوجد في حياتنا شيء اسمه روتين وهذا التعبير غربي الكلمة معربة ، التعبير الفصيح رتابة ، 

استيقظنا توضأنا وصلينا ، وذهبنا إلى عملنا ، تناولنا الغذاء ، سهرنا ، هذه الرتابة تفقد الحياة 

طعمها ، أنت اخرج عن هذه الرتابة اعمل عملاً ليس لك به مصلحة إطلاقاً زور أخاً مريضاً ، لك 

أخ افتقده طبعاً أنت مرتاح والأعمال كثيرة ، والهموم طاحنة ، اذهب إلى بيته زائراً ، لا تستفيد به 

بشيئاً لا مال ، ولا علم إلا أن لك أخ افتقدته في المسجد فزرته في البيت هذا عمل عظيم ، إذا 

ليس لك باليوم عمل صالح  .

سيدنا الصديق على عظم شأنه وعلو مكانته كان يحلب شياه جيرانه صار خليفة  صار قمة المجتمع الإسلامي ، طبعاً هؤلاء الجيران تألموا لأن هذه الخدمة انتهت ليس من المعقول أن يتابع هذه الخدمة ، أحد الجيران فيها امرأة عجوز طرق بابها ، قالت لبنت ابنتها يا بنيتي افتحي الباب ، فتحت الباب ، قالت : من الطارق يا بنيتي ؟ قالت : جاء حالب الشاة يا أماه لابد من عمل صالح ، لابد من معاونة ، لا بد من بذل ، قد يقول أحدكم أنا لا يوجد معي ، نقول له قال عليه الصلاة والسلام إنكم لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم  هناك ألف عمل صالح لا يحتاج إلى مال أبداً ، الله ما كلفك ما لا تطيق ، عندك أولاد وزوجة مع العناية الفائقة والدراسة مع الحرص الشديد هذا الدخل يكفي مصاريفك الأساسية ، أنت ليس مكلفاً أن تنفق من مالك إلا الشيء القليل .
بالمناسبة حتى الفقير ، حتى الذي لا يملك إلا وجبةً واحداً يأكلها ، يعني يملك قطعة جبنة ورغيف من الخبز وكأس من الشاي فقط ، قال : هذا عليه زكاة الفطر ، الحكمة من ذلك أن يذوق الفقير طعم الإنفاق ، أي يذوق الفقير طعم الإنفاق ومن ذاق عرف ، أما إنسان ينفق من ماله ، أما حينما يجتهد ويضع المال في مكانه الصحيح عندئذٍ تشعر بالقرب من الله عز وجل ، وهؤلاء الذين يمضون أوقاتهم في خدمة الخلق لا تشفق عليهم أشفق على نفسك أنت ، يقول لك مسكين لا يرتاح ، لا يرى شيء من الدنيا ، أنت لا ترى شيئاً من الدنيا هذا الذي انهمك في خدمة الخلق ابتغاء وجه الله ، هذا يعيش مع الله في سعادةٍ لا توصف  الخلق خلق الله وأنت حينما تحل مشكلاتهم ، حينما تأخذ بيدهم إلى الله ، حينما تسعدهم   حينما تقربهم ، حينما ترعاهم ، حينما تحتمل أذاهم ، حينما تصبر على تجاوزاتهم حباً بالله عز وجل ، الله يكافئك ، الله عز وجل شكور ، كما أنك تقدم هذا العون لعباده هو شكور ولا يوجد إنسان يقدم شيء للناس إلا الله عز وجل إما أن يتجلى على قلبه بالسكينة أو أن يكافأه على عمله مكافئةً عظيمة ، قال لي أخ من أخوانا : رجل له عمل صناعي توفي قريب لي ذهب إلى بيت ابن عمه قبل أن يجهز فسأل أهله أعليه دين ، قالوا : نعم ، كأنه استحيا أن يقول لهم كم الدين ، فقال دينه علي ولم يسأل ، قال لي : في ذهني عشر آلاف عشرين ألف ثلاثين ، فوجئ في اليوم التالي مائة وثلاثون قال لي ما ترددت ودفعت المبلغ ، أما حدثني عن قصته في صحن المسجد قال لي : في اليوم التالي على غير المعتاد صار في مبيعات في المعمل ربحي الصافي وحدي مائة وثلاثون ألف بيوم واحد ، قال : والله يوجد كساد وعلينا أجور عمال ويوجد مشكلات لا يعلمها إلا الله ، الله عز وجل يكافئ هو الغني ، هو المعطي فالعمل الصالح كلمة عامة .
أنا أذكر قصة لا أريد أن أشهر بإنسان و لا أن أمدح إنسان ولا أن أذم إنسان لكن مرة جلست مع إنسان يعمل في صناعة غذائية ، يعني مثلاً أكثر المعامل المشابهة يضعون نسبة من المادة الغذائية خمسة وثلاثون من أجل أن تكون مواصفات هذه الصناعة جيدة يضعون مواد ثانية تفتح اللون وتنعم ، هذا وضع المعامل كلها ، هذا الأخ من أخوانا يضع المادة الغذائية خمسة وخمسين فبهذه النسبة العالية يصبح الصناعة الغذائية لونها فاتح وناعمة ، يقسم بالله وبكى قال لي : لا يوجد عندي مشكلة ست أولاد مزوجهم وكل واحد بيت وسيارة ، لا يوجد عنده كساد أبداً وأموره كلها تسير ، يوجد قوانين لله أكثر الناس لا يعرفونها هو لا يعامل عبد الله يعامل الله ، هؤلاء مسلمين يجب أن أقدم لهم لقمة طيبة بمواصفات عالية ، والله أخ ثاني من أخوانا عنده معمل للصناعات الغذائية للصغار ، يقول لي هؤلاء أبناء المسلمين أفضل نوع شوكولا ، أفضل نوع فانيلا ، يوجد أنواع رخيصة رحمة بهؤلاء الصغار ، أخذ من أبيه عشر ليرات يجب أن يأكل شيء جيد ، الأب تعب لإحضار المال وأعطاها للابن يقول لي على الآلة الحاسبة يجب أن لا أربح إطلاقاً لأنه يوجد منافسة ، ولكن الله عز وجل يعطينا عطاء ليس معقول رغم أني أشتري المواد الأولية بأعلى سعر ، معمل ثالث أحد أخوانا ذهب إلى بلد عربي قال له صاحب أكبر متجر ألبسة أريد من هذه الماركة ، قال له عجيب هذه الماركة نبيع عشر قطع منها حتى نبيع بدلة فرنسية واحدة  وهذه الماركة صناعة سوريا ، قال له : عليها إقبال منقطع النظير ، صاحب المعمل يدفع ثلاثين من ربحه صدقة الثلث طبعاً هو ليس مكلف ولكن لوجه الله ، وأتى المال على حبه  الله عز وجل يروج في أنحاء العالم العربي يقول لي نبيع عشر بدلات حتى نبيع بدلة أجنبية  الله سبحانه وتعالى له قوانين لا نعرفها نحن ، فإذا أنت عاملت الله عز وجل وأخلصت له خدمت له عباده يكافئك في الدنيا والآخرة ، صناعة متقنة هذه عمل صالح ، تجارة شريفة لا يوجد فيها كذب ولا تدليس ، لا يوجد فيها غش ولا احتكار ، لا إيهام ، تبديل مواصفات  الآن يحضرون قماش تايواني ويوجد حواشي من ورق على الحرارة يصبح صناعة فرنسية يفرد القماش هذا فرنسي ، عشر أضعاف يأخذ ثمنه ويعتبر نفسه ذكي ، يغلط مع الجمرك يضع ثمان مائة ألف ، كله في حسابه .
قال يا رب لقد عصيتك ولم تعاقبني ، قال : يا عبدي لقد عاقبتك ولم تدري إذا الإنسان خرج عن منهج الله يدفع الثمن باهظ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق